ترويض ملوك العشق بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز


قڈف الفكرة سريعا من عقله وفرك عيناه وبدأ بتناول القهوة وأكمال عمله
اما بقصر المغازي داخل حجرة نوم رؤيه كانت تجلس علي سجادة الصلاة تتلو بعض أيات القرأن بعدما أنتهت من صلاة العصر.. وصدقة القرأه حينما سمعت صوت يدق عليها الباب.. ونهضت ووضعت المصحف علي الطاولة.. وأتجهت وفتحت الباب فوجدتها السيدة كريمان تبتسم لها وبيدها كأس من الحليب

ممكن أدخل أتكلم معاكي شوية
ااه طبعا أتفضلي
سمحت لها بالدخول ببسمة متبادلة.. وډخلتي الأثنين وجلسي علي الأريكةمن ثم رفعت كريمان يدها وناولت الحليب لرؤيه بقول
أنا بعت جبتلك اللبن ده مخصوص من المزرعة بتاعتنا للبن كامل الدسمعشان يساعدك علي الشفا ولم الچرح.. وكل يوم ليكي كوباية الصبح وبالليل
أخذت منها الحليب وأومات لها ببسمة شاكره.. فتنهدت كريمان بحرج وقالت
مش عارفه أقولك ايه أو أعتذر منك أزي بسبب اللي حصل الصبح عالفطار من ناهد و جبران.. بس صدقيني ناهد مفيش أطيب من قلبها هي تبان قاسېة وقوية بس والله قلبها زي الحليب اللي في أيدك عيبها الوحيد أنها صريحه بذيادة وبتقول الكلام من غير ماتنتبه .. بس لما تقعدي معاها هتحبيها وهتلاقيها من أجمال النساء
رفعت عيناها لها بنظرة مليئة بالحزن عكس نبرتها الهادئة 
طنط ناهد مغلطتش أنا اللي أتنرفزت بذيادة .. أي حد مكانها هيشوف طريقة جبران معايا هيقول عليا أكتر من كده.. هي قالت الحقيقة اللي محدش منكم قدر أنه يقولها عشان ميحرجنيش
مدت كريمان يدها ورتبت علي يد رؤيه بأبتسامة حنونه مليئه بالعطف مثل بحة صوتها الدافئ
متقوليش كده أنا لو مش عرفاكي وعارفة أخلاقك كويس مكنتش وافقة أبدا أنك تتجوزي أبني حتي لو كان ھيموت عليكي. أنا أختارتك بنفسي لأنك مثال للأدب والأخلاق والأحترام ومعا الوقت كل اللي في القصر هنا هيعرفة الحقيقة دية ويغيرة نظرتهم ليكي
كلماتها الدافئ كانت كالڼار تكوي چروحها ولم تستطيع كبت دموعها وأخفاء أمرها أكثر من ذلك مما
جعلها تتنهد بحزن مصطحب پبكاء مليئ بالحصرة وقالت
نظرتك ليا غلط أنا مش زي مابتقولي عني .. الحقيقة اللي متعرفهاش واللي مخلية جبران أبنك مش طايقني. أنه أتجوزني وأنا مش بنت.. أنا غليط معا الشاب اللي كان خطيبني وعملت معا علاقة وبعد ماخد شرفي بعتلي وقالي انه مش هيقدر يتجوزني ولغي الفرح اللي كان المفروض يبقي بكرا..ولما أتجوزت جبران أبنك أعترفتله بالحقيقة وهو ده سبب قسوته معايا.. ياتره لسه شايفني البنت المحترمة صاحبة الأخلاق والأدب يا كريمان هانم
أعترافها كان كالسلاسل الحديدية داخل قلب كريمان التي شعرت أنها داخل موجة تحملها وتقذفها بلا رحمة علي شاطئ الحقيقة الغائبه.. ورغم قبضة قلبها إلا أن دموع من تسمع تهمتها كانت أشد تأثرا علي قلبها العطوف..
واحكمك علي باقي حياتك الجاية.. أنتي مرات أبني جبران وهتفضل ثقتي فيكي زي ماهي لأني واثقة أن الغلطه اللي عملتيها ديه مستحيل تكرريها تاني مهما كان السبب.. ياله أمسحي دموعك وأشربي اللبن يابنتي
كادت أن تنهضت لتذهب لكنها شعرت بجسد رؤيه يرتمي بين ذراعيها تبكي فوق صدرها تخرج من الألم جبال. فعطفها عليها والثقة التي وجدتها بمساندتها جعلتها تشعر أنها والدتها القوية التي لطالما بحثت عنها داخل والدتها الحقيقيةاما السيدة كريمان فلم تبخل عليها بالحنان وعانقتها وظلت ترتب علي ظهرها برفق لتخفف عنها حزنهاالذي شعرت بهي 
وظلتي علي هذا الوضع لدقائق حتي تبسمت السيدة كريمان وقالت مداعبة أياها بقول
جبران لو دخل وشافنه كده هيثور ومش بعيد ياخد اللبن ويحدفة عليناياله اشربيه بسرعة
خرجت من  تجفف وجهها وبدأت بتناول كأس الحليب.. اما كريمان فحاولت اعطائها بعض النصائح للتعامل معا جبران وقالت
قبل ماخرج عايزه أقولك علي حاجة جبران ابني مفيش أجدع منه والا أحسن منه في الدنيا ولما بيحب بيحب بروحه مش بقلبه لأن نبض القلب ممكن يتغير وينبض لحد تاني انما حب الروح مستحيل يتبدل بحد تاني.. والحد دلوقتي جبران محبش بروحه هو حب نهال بقلبه وممكن يحب غيرها انما أنتي عايزاكي يحبك بروحه عايزاكي تملكي روحه بروحك عايزاكي تكوني العشق الحقيقي اللي في حياتهجبران لو عشقك بروحه صدقيني مفيش قوة والا فيه نبضات قلب ممكن تبعده عنك
كانت تستمع لها بغرابة فهي لم تفهم معظم كلماتها مم جعلها تسألها بغرابة
ممكن توضحي أكتر أنتي ليه بتقوليلي الكلام ده
تنهدت الأخري بيأس
لأني شيفاكي مناسبة لجبران.. وشايفه ابني متعلق بوهم أسمه نهال اللي ممكن متفوقش أبدا من الغيبوبة.. أنا عارفه أن قلب جبران معا نهال عشان كده عايزه روحه تبقي معاكي أنتي الروح لما بتعشق بتستولي علي كيان الأنسان فمبالك بقي لو كان الأنسان ده جبران المغازي
بس من كلامك باين انه بيحب نهال أزي محبهاش بروحه اذا كان متمسك برجوعها للحياة بالطريقة دية!
تنفست السيدة ببسمة أمل
جبران من
 

تم نسخ الرابط