عينيكي وطني
المحتويات
في البشر ورثاها عنى.. المهم عينك عنهم ماتغفلش تمام .
هو انت هاتوصيني عليهم دول في عنيا يادكتور.
تسلملي عينكي.
اردف بها وهو يقبلهم مرة اخيرة قبل ان يدلف لداخل المنزل.. وقعت عيناها عليها في قلب الصالة الفسيحة وهي بجوار النافذة الزجاجية التي شملت الحائط بأكمله.. ممسكة بيدها طرف الستارة التي غطت معظمها وكشفت عن جزء بسيط تنظر منه لخلف المنزل حيث حوض السباحة الكبير بشرود خطا اليها على أطراف اصابعه حتى اذا اقترب همس بأذنها
شهقت منتفضة وتلقفها هو داخل أحضانه بعبث.. فخرج صوتها مع انفاثها الاهثة
حرام عليك والنعمة شيبتني بجد
تمتم لها بصوت مرح
سلامت قلبك ياقمر.. ان شالله انا .
دفعته بقبضته تريد زحزته عنها بخجل
ابعد ياعصام.. البيت كله خدامين مش خاېف لحد يشوفنا
ومايشوفونا ياستي.. دا احنا حتى متجوزين يعني لو تفتكري.
ياعصام مش كدة طب الولاد لو دخلوا فجأة طيب.. هايبقى إيه منظرنا قدامهم
هز برأسه نافيا قبل ان يطبع طويلة على وجنتها مصدرة صوت عالي.. جعلتها تنظر اليه فاغرة فاهها مذهولة من مداعبته الجريئة لها.. فقال بتسلية
مساء الفل أولا على فاتنة البر والبحر وفاتنة قلبي كمان.
مساء الورد على دكتور حياتي واحلى عوص.
ضغط على شفته وعيناه تجول يمينا وهو يسارا
لولا بس قاعدين في الصالة.. وانا مهما كان برضوا جرأتي لها حدود.
طب الحمد لله ان في حدود.
قالت فصمت هو يتنهد من العمق قبل أن يديرها الى النافذة مرة اخرى وهو خلفها يتنفس عبيرها قائلا
اخمن انا لوحدي واقولك انت كنت سرحانة في إيه
سألت واجابها على الفور
أكيد كنت سرحانة في سعد واللى حصل معاه صح
اومأت برأسها
من ساعة ما شوفته الصبح وانا صورته ماراحتش من عيني.. قد مااتمنيت طول عمري ان ربنا ينتقم منه.. قد ماصعب عليا النهاردة وهو واقف في القفص بياخد جزاة عمله وكل اللي في القاعة بيدعوا عليه وأولهم والدته.. فعلا يمهل ولا يهمل.
قبلها اعلى رأسها بحنان قائلا
الټفت اليه ترد
ما خلاص احنا اتفقنا ياعصام.. هي غلطت بس كمان دفعت تمن غلطها دا كتير قوي.. دا غير ان ظروفها صعبة وانا حبيت انها تتنفس وتعيش حياة جديدة.. يعني كنت هاستفاد ايه من سجنها وانا ربنا عوضني بدل المرة اتنين.
قال غامزا بعيناه ثم تابع
المهم بقى حضرتي عزومتك كويس ولا لسة ماخلصتيش تجهيزاتها
حمد لله كل حاجة تمام.. بنات خالي واجوازهم باقي يدوب ساعة على ما يوصلوا.. انما أمي بقى كلمتني من دقائق وقالت انها في السكة خلاص.
...........................
وفي شقتهم التي شهدت على مولد عشقهم والذي كان بدايته كره ثم تحول لعشق وزواج ثم تكلل بثمرة عشقهم التي قاربت على الخروج الى الحياة!
أمام خزانة ملابسه كانت تضع الملابس المطوية بداخلها بترتيب رغم أجهادها.. فتعود للتخت وتتناول كوم جديد من فوقه.. والهاتف على أذنها تتكلم مع صديقتها سحر في الجهة الأخرى
يامجنونة ماانت مابتسأليش طيب اعملك ايه........لا ياستي ربنا يهنيكم ببعض انت ورمزي ويخليلكم النونة الصغيرة حنين هي عندها كام شهر دلوقت.........ربنا يخليهالك ويبارك فيها.........خلاص هانت انا دلوقتي في التامن ادعيلي بقى ربنا يكملها على خير...
شهقت مجفلة فجأة حينما أتى خلفها وفاجأها بنزع الملابس من يدها التي تناولها عائدا بها نحو التخت بصمت..ليجلسها عليه بنظرات محذرة.. يكمل هو ما تفعله وشعره مازال يقطر بالماء ..اضطرت لأنهاء المكالمة سريعا تخاطبه پغضب
طب مش تنشف شعرك الأول لاتاخد برد.
قالت وهي تحاول النهوض لكي تصل بالمنشفة اليه.. ولكنه اقترب منها محذرا
بس بقى ماتتحركيش من مكانك تاني.. متخلنيش اتعصب بجد.
تتعصب ليه بس هو انا عملت حاجة دول شوية غسيل بطبقهم.. مش مستاهلين عصبيتك دي.
مش مستاهلين! دا انت كنت بتنهتي فيهم ولا اكنك بتجري.. ايه يافجر اهدي على نفسك الله يرضى عنك.. خلينا نعدي الأيام اللي فاضلة دي على خير.
قال بقلق فردت هي بنبرة مترجية
طب تعالى نشف راسك والنبي لتتعب.. ولا انت عايزني اللقط منك واكح ببطني الكبيرة دي.
ابتسمت من قلبها وهي ترى تأثير ټهديدها عليه.. فترك مابيده سريعا يتناول المنشفة يجفف بها وهو يجلس بجوارها
هاتجنيني معاكي.. وانت عارفة انا بخاف قد ايه.. دا لو يحصل وتتعبي.. والنعمة دا انا قلبي بيوقع في رجلي لما اتخيل بس .
مسدت على ذراعه بحنان
سلامتك قلبك يانور عيني.. هو انت مخليني اعمل حاجة عشان اتعب.. دا انا قولت اطبق الهدوم من زهقي.. ماانا كمان مش واخدة عالراحة كدة على طول.. الراحة بتتعبني.
نظر اليها مضيقا عيناه
اوعي تكوني بتلمحي على شغلك في المدرسة انا قولت مافيش شغل لسنة قدام بعد الولادة ومش هارجع في كلامي يافجر..يعني ما تحاوليش تلفي ولا تدوري في الكلام من أولها.. عشان انا فاهمك.
لوت شفتيها المذمومتين قائلة بابتسامة
هو انا لدرجادي مفقوسة قدامك
اومأ برأسه وابتسامته الرائعة قبل أن ينهض وقال
اوي اوي بصراحة.. والمشكلة انك بتنسي اني حافظ كل لمحة وكل تعبير في وشك.. يعني بقرا وبعرف اللي جواكي من قبل ما تتكلمي.
تبسمت بسعادة تحدق اليه بصمت.. تشكر الخالق على نعمة الزوج الحنون المحب.. تابع هو
قومي يالا بقى اتجدعني كدة وغيري هدومك عشان نلحق نودي الغدا لابويا قبل ما نلحق مشوارنا.
بس لو خالتي ربنا يهديها وتوافق ترجعلوا.. مش كفاية سابلها البيت الكبير مع حسين وسكن في شقة لوحده.. قلبها دا مش هايحن بقى
قالت وهي تنهض عن التخت بمساعدته.. أجابها بابتسامة
بتدلع ياستي.. ماهي الحكاية مش سهلة اوي كدة عندها.. دي امي وانا عارفها.
قالت بغمزة من عيناها
بتتقل يعني عشان يعرف قيمتها.
ا قائلا
حقها ولا مش حقها
رددت خلفه ضاحكة
طبعا حقها وحقها جدا كمان .
................................
في المنزل الكبير كانت سميرة جالسة ومعها طبق كبير ممتلئ بالأرز.. منكفئة عليه بتركيز وهي تتنقي منه السيئة والتالفة لتضعها في طبق صغير بجوارها.. دلفت اليها زهيرة بصنية العصائر قائلة وهي تضعها امامها على الطاولة الصغيرة بوسط الصالة
سيبي اللي في إيدك ياسميرة.. واشربي حاجة ترطب على قلبك.. هو انت هاتموتي ياولية انت لو ريحتي ساعة من غير شغل
ردت سميرة وهي ترفع اليها رأسها
الله بقى.. مش لازم انقي الرز كويس ولا هانطبخه من غير ماننقيه
وتنقي وتوجعي قلبك ليه والست اللي قاعدة جوا دي.. شغلتها ايه بس
نزعت سميرة كوب العصير من فمها وردت بملامح ممتعضة
لا ياختي.. انا احب اطبخ اكلي بنفسي.. مابحبش حد يعملوهولي.. ماتجليش نفس اساسا.. مش انت عزمتيني.. يبقى اتحملي بقى شروطي.
تنهدت زهيرة بيأس
متابعة القراءة