ظلت جالسه على السرير
المحتويات
كالطفل الضائع...هذا الرجل الجبروت الذي يتعامل بغطرسة و شموخ بهذه الحالة!!
حمحم فتحي بارتباك لا يوجد كلمات يستطيع أن يواسيه بها فهتف قائلا بقلق عندما أستمع إلى صوت نحيب مراد
مراد بيه متقلقش احنا هنوصل لمكان العربية اللي اخدتها و أن شاء الله هنلاقيها.
صاح مراد پاختناق
انا جاي في ثواني.
نهاية الفصل
اقتباس من الفصل القادم...
طب انتي ليه مش عايزة تقوليلي
عنوان جوزك أو حتي عايزة ترجعي...هو أكيد هيقدر موقفك وبعدين من كلامك عنه و حكايتك معه واضح أنه بيحبك اوي لا وكمان بيعشقك.
أبتسمت نورا بمرارة
طب أنا لو قولتلك هاستفيد إيه...ارجوكي يا رحمة لو فعلا بتعتبريني أختك متسأليش تاني...كفاية لحد كدا انا تعبت من نظرات الشفقة عشان شايفين إني مريضة نفسية.
دلوقتي لما يعرفوا بحالتي دي هيكسروني اكتر وانا خلاص مش عايزة أبقي عبئ على حد تعرفي أنا عايزة إيه انا عايزة أموت.
نظرت لها رحمة بحزن سرعان ما أفرغت فاهها پصدمة عندما وجدت نورا تسير بخطوات سريعة مستندة على الجدار ثم توجهت نحو حافة السطح...
بينما في الأسفل جلس محمد يبتسم بخبث وهو يعبث بالشريط اللاصق بيده منتظرا ذهاب رحمة للسوق حتي يصعد إلي نورا و يحقق مبتغاه.....
سأبتعد
وقفت سيارة التاكسي الخاصة ب سالم في حي شعبي أمام أحدي المباني المتهالكة فتحت رحمة الباب و كذلك زينب ونزلوا من السيارة فأمسكت رحمة يد نورا تساعدها على الخروج
أبتسمت زينب بحنو وهي تمسك بيد نورا مغمغمة
الشارع نور لما أنتي خطيتي برجلك فيه يا قمر أنتي.
رسمت نورا ابتسامة مزيفة ورائها الكثير ثم أخذت نفسا عميقا محاولة عدم الإنهيار في أية لحظة فهي قد تحملت فوق طاقتها فتحدثت بخفوت
دلفت من البوابة الصغيرة خلف رحمة وهي ممسكة بثيابها بقوة كأنها تستمد منها القوة ربتت رحمة على يدها ثم أمسكتها برفق وهي تصعد بها ببطئ إلي الدرج الأسمنتي الغير ممهد بالمرة حتي وصلوا إلى الطابق الأخير السطح
كان قد سبقهم سالم وهو يفتح إليهم باب هذه الشقة الصغيرة فصاحت رحمة بابتسامة عذبة
هتف سالم بطيبة
عيب اللي انتي بتقوليه ده انتوا بناتي يعني مينفعش تشكريني المهم أي حاجة انتوا عايزينها قولي للحجة زينب وهيا هتساعدكم.
أومأت له بابتسامة صغيرة ليقول وهو يشد محمد من ذراعه عندما وجده يحدق بنورا بطريقة غير مريحة
بعد اذنكم احنا هننزل بقي...ارتاحوا انتوا و زينب هتعمل حاجة للأكل و تطلع تجيبها.
صاحت بها رحمة بمرح وهي تدفعها بخفة إلى الداخل ثم أغلقت الباب خلفها و أجلستها على أريكة مهترئة على وشك الانكسار.
حمحمت رحمة بحرج عندما وجدت ملامح نورا يطغي عليها الحزن و الانكسار فجلست على ركبتيها أمام نورا و همست
حزنك ده مينفعش معاكي لازم تبقي واثقة من ربنا و واثقة أن عوضه جميل وقادر على أنه يغير حياتك ل درجة...وممكن اللي حصلك ده يكون ليه سبب.
وصدت جفينها وهي تشعر برجفة تسري في قلبها ثم غمغمت بنبرة مهتزة
ونعم بالله! انا مقدرش أعترض على حاجة ربنا كتبها بس أنا حاسة إني اتحملت كتير أوي و اتعرضت لقسۏة أنا مش استحقها....صدقيني أنا مش وحشة ولا عمري أذيت حد... انا مجرد بنت ضعيفة هزيلة الكل يقدر يدوس عليا عشان أنا نكرة وغبي...
قاطعتها رحمة بتحفز
أنتي ولا ضعيفة ولا هزيلة ولا حتي نكرة... أنتي اللي طيبة زيادة عن اللزوم في زمن مينفعش فيه الطيبة وتقدري تبني نفسك و تواجهي الكل و تثبتي لنفسك قبل الكل قد ايه انتي قوية...غير كدا راجعي حسابتك مع نفسك وشوفي انتي مقصرة مع ربنا في إيه...!
زفرت رحمة براحة عندما شعرت باستجابة نورا لها فأكملت بمرح
بقولك إيه أنا رغاية و زنانة يعني هفضل أتكلم لحد الصبح... أنا هدخل احضرلك حمام عشان ترتاحي و متقلقيش الحجة زينب بعتت ليا أنا وأنتي هدوم من عند بنتها.
أومأت لها نورا بابتسامة مقتضبة قائلة
معلشي يا رحمة انا هتعبك معايا بس استحملي لحد لما افكر أنا هتصرف إزاي.
رحمة مقلدة حديثها بسخرية
معلشي يا رحمة انا هتعبك معايا بس استحملي...في ايه يا بنتي أنتي أختي يعني مفيش الكلام ده بينا يالا بقي انا هروح عشان أنا حذرتك و قولتلك إني زنانة.
ذهبت رحمة إلى الحمام الصغير للغاية ثم وقفت أمام المرآة المکسورة المعلقة وهي تري انعكاس صورتها والحزن البادي على وجهها فتمتمت بتحفز
مبقاش أنا و الزمن عليها واضح أنها تعبت أوي في حياتها...بس انا لازم أعرف إيه اللي بينها و بين جاسر وليه عمل فيها كدا...تكونش حبيبته وأنا معرفش!
عبست ملامحها وهي تهز رأسها قائلة بحنق
وأنا إيش دخلني حبيبته ولا لأ المهم أريح فضولي اللي هيموتني و خلاص.
بدأت في تحضير المياه و غسل المرحاض وبعد أن انتهت تنهدت بارتياح وهي تنظر حول نفسها بتقييم
هو لسه مش حلو بس على الأقل قدرت أغير حاجة فيه...المهم اطلع اظبط الزريبة اللي برا دي.
أما نورا فظلت تتساقط دموعها باڼهيار...اشتاقت إلي فلذة روحها طفلها الذي لطالما هون عليها هذه الحياة...اشتاقت إلي مراد وإلى دفئ أحاديثه تود أن تظل معانقة إياه إلى أن تزهق روحها...!
والدتها عمها اصدقائها عائلتها أجمعين...لا تزال لا تصدق بأنها لن تستطيع رؤيتهم بعد الآن! عمياء عاجزة عن فعل أي شيء بنفسها صراعات نفسية تتغلغل داخلها دون رحمة دون رأفة بها أو بما في قلبها من آلام و أوجاع... أصبحت بالفعل بقايا انثي! هل إذا عادت إليهم سوف يتقبلونها! تعرف تمام المعرفة أنهم يتعاملون معها برفق فقط لأنهم يعلمون أنها مريضة نفسية ليس إلا لا يجب أن تظل بعيدة عنهم لا تريد العودة بعد الآن بل لا تريد العيش بعد الآن! شعور دفين بقلبها الذي فاض به و امتلئ بالچروح و الندبات التي لن يمحيها الزمن مهما طال.
جففت دموعها وهي تطلق زفيرا طويلا ليأتيها صوت رحمة الهادئ
إيه يا بنتي مش سمعاني وانا بناديكي يالا تعالي الحمام جهز.
هزت نورا برأسها ثم توجهت نحو المرحاض مع رحمة فتحدثت رحمة وهي تمد لها يدها بمنشفة صغيرة بعض الشئ
حطي دي على جسمك عشان متبقيش مكسوفة مني لما تخلصي و تقلعي ناديني.
تحدثت نورا بتعثلم و قد توردت وجنتها من الخجل
خليكي انتي وانا هحاول بنفسي.
صممت رحمة لبرهة ثم قالت بتحذير
والله يا نورا هزعل منك جامد لو معرفتيش ومش قولتيلي.
ابتلعت نورا غصة مريرة في حلقها ثم أومأت لها و دلفت إلي الحمام مستندة على الحائط بخطوات بطيئة.
بينما رفعت رحمة ذلك الجلباب الذي ترتديه إلي ركبتيها واضعة يدها على خصرها وهي تنظر حولها باشمئزاز قائلة وهي تشمر ساعديها
استعنا على الشقا بالله.
على صعيد
آخر...
اقتحم مراد و رجاله المسلحين فيلا جاسر بينما تسمر جسد جاسر وهو يستمع إلى هذه الأصوات في الخارج ولكنه عاجز عن الحركة بسبب الكسور و الكدمات التي سببها له مراد في كل مكان بجسده
أطلق آنة مټألمة عندما مدد ظهره على الفراش مرة ثانية ليجد باب
متابعة القراءة