رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود
المحتويات
الفجر أشتريلها بقسماط ..الفجر يا مؤمن بدور على فرن فاتح عشان أجيبلها بقسماط
حازم وهو لا يتمالك نفسه من شده الضحك بقسمااااط ههههه جديدة ديه
سيف هههههه متخيل أدهم وهو نازل الفجر بيدور على بقسماااط مش قاااادر هموووت من الضحك كفايه
أدهم بغيظ اضحكوا اضحكوا أنا اللي جبته ل نفسي وبعدين هو أنتو كنتو فاكرين أنها بتتصل تحب فيا ابسلوتلي خالص ديه كانت بتفكرني أجيبلها بقسماط وأنا
عل الجانب الآخر كانت الفتيات أيضا يتضاحكن
بشدة على موضوع البقسماط التي قصته عليهما للتو فقالت دينا من بين ضحكاتها
يا مفترية نزلتيه الفجرعشان يجبلك بقسماط
مريم هعمل أيه بس يا دينا مهو البقسماط بيريحني وساعات بيخليني مرجعش وبعدين مش هو اللي قالي الاقتراح ده
ليلة ضاحكة طبعا طبعا هو اللي غلطان غلطان أنه حاول يساعدك وأهو وقع ف شړ أعماله لأ وبتتصلي بيه تفكريه يجبلك البقسماط الراجل هيتعقد ومش هيآكله أبدا ده ممكن لحد ما تولدي تخليه يغير مهنته ويشوفله تخصص تاني أصلا
وفي إحدى الأيام بينما كان أدهم في عيادته وكان قد اتصل ب مريم وأخبرها أنه سيتأخر الليلة قليلا لأن لديه عدد حالات كثيرة وبينما هو في انهماكه الشديد وجد اتصال منها وما إن أجابها حتى وجدها تصرخ به قائلة
أدهم بخضة تولدي ! تولدي أيه يا مريم أنتي لسه في الشهر السابع
مريم بصړاخ وهو يعني مفيش حد بيولد ف السابع تعااالى بسرعة مش قادرة
حاااضر حااضر يا حبيبتي ثواني وهكون عندك
ساق بأقصى سرعته حتى وصل إليها وقبل أن يصعد إليها اتصل بها ليطمئنها بوصوله
أدهم حبيبتي أنا خلاص وصلت أنا تحت البيت أهوه اطمني ثواني وهبقا قدامك
أدهم بدهشة نعم ! أيس كريم أيه يا أختي
مريم بدلع زبادي توت يا دومي
أدهم پصدمة مريم أنتي مش بتولدي صح
لأ رجعت ف كلامي خلاص يا حبيبي مش هولد دلوقتي قولت أستنا بقا للتاسع خلي حبيبة ماما قاعدة جوه شوية
صعد الدرج سريعا وهو يستشيط ڠضبا من زوجته وما أن وصل ل شقته وفتح الباب وجدها تقف أمامه فقال غاضبا
أنتي بتهزري يا مريم يعني تخليني أسيب شغلي وآجي جري وسايق على ملا وشي عشان ألحق أجيلك وفي الآخر تقوليلي أيس كريم زبادي توت
مريم بأسف بعدما شعرت بغضبه معلش يا حبيبي متزعلش أنا آسفة بس أنتا وحشتني ولما قولتلي أنك هتتأخر غيرت عليك وقولت الشغل والستات اللي معاك أهم مني يعني ففكرت وعملت فيك المقلب ده
خرج وصفع الباب خلفه بقوة وتركها مصډومة مكانها تعلم أنها مخطئة لكن ف هرموناتها متغيرة بشدة وهي التي تؤثر عليها هكذا ولابد أن يعذرها ف هو طبيب نساء ويعلم ما تمر به جيدا وبينما هي في فكرها المضطرب ودموعها المتساقطة على وجنتيها وجدت باب الشقة يفتح مجددا وكان هو قد عاد مجددا جرت ناحيته مسرعة بشدة وهو الآخر بادلها ومسح دموعها بأطراف أصابعه وأعطاها الايس كريم التي ترغب فيه وقال لها ضاحكا
أتفضلي يا ستي الايس الكريم اللي كنتي عايزاه
مريم من بين دموعها مش عايزة آيس كريم..كل اللي عايزاه أنك متزعلش مني يا حبيبي
أدهم بحب مش زعلان منك يا حبيبتي خلاص بقا متعيطيش أنا كنت بردلك المقلب بس
مريم وهي تمسح دموعها بظهر يديها بجد يعني مش زعلان مني وهتقعد معايا
أدهم بحنو قائلا والله مش زعلان خلااص أنا بس أتخضيت عليكي وهقعد معاكي طبعا ما خلاص العيانين مشيوا يا أختي لما أنا نزلت أجري زي المچنون كل الكشوفات أجلتها ل بكرة ....
يعني أنتا لسة بتحبني يا أدهم
أدهم وقد رفع حاجبيه بدهشة هو أنتي عندك شك ! طبعاا بحبك وبمووت فيكي الهرمونات عاملة عمايلها معاكي يا هبلة
مريم بطفولية هبلة هبلة بس بحبك أوووي
أدهم بابتسامته التي تأسرها ربنا ميحرمنيش منك ثم وضع يده على بطنها وأردف قائلا ويباركلي فيكو أنتو الاتنين ياارب
مرت الأيام وأخيراا بدأت مريم ف شهرها التاسع وبعد حوالي أسبوع منه استيقظت صباحا تبحث عن زوجها الذي خرج للتو من الحمام بعدما أخذ الشاور الخاص به وما أن رأته حتى صړخت فيه قائلة
أنتا بتهزر يا أدهم بتغرقني مية وأنا نايمة كده ده أنتا ڠرقت هدومي والسرير
أدهم وقد لوى شفتيه بدهشة مية أيه يا حبيبتي اللي غرقتك بيها أنا مجتش جنبك اصلا
مريم وهي مازلت غير مصدقة يا سلام أمال المية ديه أيه عملت
بيبي على روحي وأنا نايمة !
والله يا حبيبتي أنا معملتش حاجة
مريم باندفاع أمال المية ديه منين و..
ثم صمتت فجأة وكأنها ادركت شيئا للتو ثم قطعت هي هذا الصمت صاړخة
أنااااا بولد ألحقنييي يا ادهم
أدهم وقد فزع من صړاخها طب أهدي يا حبيبتي أنا جنبك أهوه
مريم وهي مازلت على صړاخها ألحقنيييي ألحقنيييي
أدهم بتوتر أهدي ومتوترنيش أنا جنبك خرمتي ودني پتصرخي ليه خدي نفسك بالراحة شهيق ..زفيرر تمام و تعالي أكشف عليكي
مريم بفزع وخوف شديد طب أنا هادية أهوه بالراحة بالراحة لأ لأ لأ مش قااااااردة قالت كلمتها الأخيرة بصړاخ
بقولك ايه يلا بينا على المستشفى أحسن تعاالي بس أساعدك تغيري هدومك
مريم بصررراخ لأ لأ مش قااادرة
طب أنتي حاسة بأيه يعني الطلق بدأ
لأ مش حاسة بحاجة...
أدهم بدهشة أمااال مش قادرة أيه وعمالة ټصرخي ليه
مريم والدموع قد انسابت من مقلتيها مش عاارفة خاېفة خاېفة أووي يا أدهم
أدهم وهو الآخر يشعر بالتوتر لكنه حاول أن يبدو متماسكا من أجلها وظل يربت عل كتفيها ليهدأ من روعها قائلا طب أهدي يا حبيبتي مټخافيش كلها شوية وقت صغيرين وبنوتتنا الحلوة تشرف وتشوفيها وتشيليها بين ايدكي أهدي يا قلبي
ثم شرعت في تبديل ثيابها بمساعدته وهمت بالنزول فقالت له
شيلني يا أدهم مش قادره أنزل
حاضر يا حبيبتي
مريم بصرااخ لأ لأ خلاص سيبني هنزل لوحدي
أدهم بهدوء طب انزلي يا حبيبتي
مريم بتردد لأ خلااص شيلني
حملها أدهم بين ذراعيه قبل أن تعود وتغير كلامها مرة آخرى ونزلا معا ل سيارته أدخلها في الكنبة الخلفية وجلس هو في مقعد القيادة وانطلق مسرعا نحو المستشفى كانت هي تصرخ فيه قائلة
اتصل ب دينا وليلة خليهم يجوا عل المستشفى
حاضر يا حبيبتي
اتصل ب أصدقاؤه وأخبرهم بأن يحضروا زوجاتهم و يلحقوا بهم على المستشفى
وما أن وصلا ل هناك لم يكن أي صوت يعلو على صوت صړاخ مريم وما أن دخلت ل غرفة الكشف فحصها أدهم ووجد أن الرحم لم يفتح بعد ولابد أن يعطيها حقنة طلق صناعي
اوكسيتوسين OXYTOCINN لتحمية الطلق ومحاولة الولادة الطبيعية وبعد حوالي نصف ساعة من وصولهما جاءت ليلة وحازم وسيف ودينا لمؤازرة صديقيهما
بدأ الطلق يشتد على مريم ومع ذلك الرحم لم يفتح بالشكل الكافي لذا قرر أدهم أن يتم توليدها قيصري ثم ذهب ليبلغ زوجته بهذا الأمر
مريومة حبيبتي أنا عارف أنك تعبتي بس للأسف الرحم مفتحش كفاية وحجم الرأس كبير إلى حد ما ومش هينفع نستنى أكتر لأن تقريبا المية معظمها نزلت لازم ف خلال ربع ساعة تكوني ف العمليات بتولدي مټخافيش ومتقلقيش من أي حاجة
مريم من بين صرخاتها المټألمة أعمل أي حاجة وخلصني بقاااا اااااااه هموووت هموووت يا أدهم
بعد الشړ عليكي يا حبيبتي حااضر حاااضر أهدي بس
مريم پبكاء لو مت أوعى تتجوز عليا وتجيب ل بنتي مرات أب
أتجوز عليكي أيه بس يا حبيبتي فال الله ولا فالك أنتي هتولدي يا حبيبتي مش هتحاربي
طب أحلف بس إني لو مت مش هتتجوز واحدة تانية أحللللف يا أدهم قالت كلمتها الأخيرة بصرااخ شديد
حااااضر يا حبيبتي أهدي بس والله مش .....
قاطعته مريم قائلة لأ خلاص متحلفش أتجوز أتجوز وخلاص أمال البنت مين هيراعيها بس أتجوز واحدة طيبة وبنت ناس عشان تعامل بنتي كويس ومتنسنيش خليك دايما فاكرني
أيه بس اللي بتقوليه ده أتجوز أيه وتربي مين يا حبيبتي ربنا يحفظك
لينا وتربي أنتي بنوتك براحتك يلا بقا على العمليات
مريم بفزع عمليااات لأ لأ
في أيه بس يا مريم ده أنتي دكتورة يا حبيبتي أيه الخۏف ده
أنا مش دكتورة ولا زفت أنا واحدة ست بتولد وبس يا أدهم أاااااه
طيب ماشي يا قلبي أرجوكي أهدي بس كلها شوية صغيرين والۏجع هيروح وهتشيلي بنوتك
مريم بتوتر بالغ طب شوفلي أي دكتور غيرك يولدني
أدهم بدهشة نعم يا أختي دكتور غيري ليه هو أنا سباك أنتي مش واثقة فيا يا مريم
مريم وهي مازلت تبكي لأ واثقة فيك طبعا بس مش عايزة أمووت بين أيديك أنتا وتحس بالذنب
أدهم بنفاذ صبر ټموتي أيه بس ياروحي! أيه الأفكارالهباب ديه بس! وبعدين عايزاني أخلي راجل غريب هو اللي يولدك أزااي
لأ أنا مقولتش راجل خلي دكتورة سالي هي اللي تولدني أررررجووووك يا أدهم بقا
أدهم وقد تنهد تنهيدة طويلة حااضر يا حبيبتي حااضر اللي أنتي عايزاه هيحصل بس أهدي
ثم نظر للمرضات وطلب منهم تجهيزها للعمليات حتى يتصل ب زميلتهم دكتورة سالي ل تقوم بتوليدها بدلا منه بناءا عل رغبتها خرج من غرفة الولادة فقابله أصدقاؤه وحينما سألوه عن مريم أجابهم قائلا
هتولد قيصري ومش عايزاني أنا اللي أولدها
دينا
وليلة بدهشة في نفس واحد أمال عايزة مين وليه
أدهم وقد لوى شفتيه بضيق قائلا أي حد غيري بتقول خاېفة ټموت وأنا أحس بالذنب أنا كلمت دكتورة سالي زميلتنا وهي هتيجي تولدها أنا مش عارف هي مالها بس حالة الخۏف اللي هيا فيها أوفر جدا ومش قادر أسيطر عليها خصوصا إني أنا كمان متوتر جداا ف كده أحسن
سيف محاولا بث الطمأنينه في نفس صديقه أهدى يا صاحبي وكله هيبقا تمام وهتقوم بالسلامة هي والنونو إن شاء الله
في تلك اللحظات جاءت الطبيبة سالي ودخلت مع مريم العمليات وبعد دقائق من دخولها وقد همت بإعطائها المخدر لكنها صړخت مرة آخرى قائلة
لأ لأ أنا عايزة أدهم يا دكتورة سالي هوه فين
الطبيبة سالي بهدوء دكتور أدهم
متابعة القراءة