روايه منى
المحتويات
أكتر و أكتر
قال مراد پغضب
مش عايزه يقرب منى ولا من أى حد من أهلى والا قسما بالله لأقتله بإيدي
قال المحامى
ياريت يا أستاذ مراد متتصرفش أى تصرف متهور عشان ميستخدموش ضدك فى القضية
قال مراد بصرامة
هحاول أتحكم فى نفسي عشان مديش فرصة للكلب ده انه يهرب من اللى بيعمله .. بس لازم اشوفه محپوس وفى أقرب وقت
متقلقش قريب أوى ان شاء الله
عاد مراد الى البيت .. فوجد الجميع فى الحديقة فتوجه تجاههم .. هبت سارة واقفة وقالت بفرح
أبيه ألف مبروك .. فرحت أوى انكوا رجعتوا لبعض
قالت ناهد مبتسمه
حمدالله على السلامة يا مراد
قال مراد وعيناه تبحث عن مريم
هى فين مريم
قالت نرمين
طلعت ترتاح فى اوضتكوا يا أبيه
كنت فين
زفر بضيق وقال
كنت عند المحامى هكون فين يعني
قالت ناهد
خفت تكون روحت للزفت ده تانى .. وموبايلك أفله معرفش ليه .. بتجنن لما نكون فى مشكلة كدة وألاقى اللى بكلمه قافل موبايله
ال مراد وهو ينهض
أنا ما قفلتوش .. فصل شحن
توجه مراد الى غرفته .. طرق طرقه صغيره خشية أن يوقظها إن كانت نائمة .. فتح الباب .. ليجدها نائمة تتوسط فراشه .. دخل وأغلق الباب .. اقترب من الفراش ينظر اليها بحنان مبتسما .. كم افتقد وجودها .. والنظر اليها .. اقترب منها وجلس بجوارها ومسح على شعرها برفق .. اتسعت ابتسامته وهو يرى عقد الفل مازال يزين يدها .. تلمسه بأصابعه ثم نظر اليها وعيناه تشعان .. حبا .. فجأة استيقظت وفتحت عيناها لتجده جالسا بجوارها .. شعر مراد بالإضطراب ونهض من مكانه بسرعة .. كذلك اضطربت هى وجلست مكانها .. قال مراد بتوتر وهو يتحاشى النظر اليها
أزاحت مريم ونهضت وهى تقول
أنا كنت نايمة بس صحيت
وقفت قابلته وقالت
فى حاجة حصلت
قال مراد
لا مفيش بس كنت عايز أطمنك انى كلمت المحامى ..وهيحتاج يتكلم معاكى شوية
قالت مريم
مفيش مشكلة
قال مراد بضيق وهو ينظر اليها
معلش يا مريم .. بس هو مضطر يتكلم معاكى عشان يسمع منك انتى التفاصيل
مفيش مشكلة
قال برقه
انتى كويسه
أومأت برأسها صامته .. نظر الى عقد الفل ثم نظر اليها .. فشعرت بالخجل .. وقالت لتخفى ذلك
الشنطة بتاعتى فى العربية
قال بهدوء وهو يتوجه الى الباب
حاضر هجيبهالك
خرج وتركها تتساءل ترى هل ما تراه في عينيه موجود بالفعل أم أنها تتوهم ذلك .. واذا كان موجودا بالفعل فلماذا لا يصارحها به !
السلام عليكم .. ازيك يا سهى
قالت سهى بهدوء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. بخير الحمد لله .. ازيك يا مريم
قالت مريم بحنان
تمام يا حبيبتى الحمد لله المهم طمنيني عليكي انتى
قالت سهى
صمتت مريم فليلا فقالت سهى
عارفه ان جوزك ممكن ميرضاش انك تشوفيني أو تعرفيني تانى .. بس فعلا أنا محتاجة أتكلم معاكى .. حاولى تقنعيه وهستنى تليفونك
تمتمت مريم بخفوت
ماشى يا سهى
توجهت مريم الى غرفة مكتب مراد طرقت الباب ودخلت وقفت أمامه بحرج قائله
هعطلك عن حاجة
قال لها مبتسما
لا أنا أصلا تعبت شغل وكنت عايز آخد بريك
همت بأن تتحدث لكنه أوقفها بإشاره من يده وهو ينهض قائلا
استنى دادة أمينة بتحضرلى الأكل هقولها تعمل حسابك ونتكلم واحنا بناكل سوا
لم يعطيها فرصة لإبداء رأيها وخرج .. خرجت خلفه وتوجهت الى حجرة الطعام فى انتظاره .. ونظرت الى المائدة التى يتم اعدادها .. دخلت أمينة
تحضر باقى الأطباق وخلفها مراد الذى ترأس المائدة فى مكانه المعتاد .. جلست مريم بجواره وهى تقول
أصلا أنا مش جعانه هعد أتكلم معاك بس
قال مراد بتحدى وهو يرفع حاجبيه بمرح
لو مكلتيش يبقى مفيش كلام .. انا مبحبش آكل لوحدى
ابتسمت له وقالت
خلاص هاكل شوية صغيرين
ابتسم لها .. كانت تلك من المرات النادرة التى يبتسم كلاهما فى وجه الآخر .. فشعرا بشعور ألفة يجمعهما .. أخفضت مريم بصرها لكنها لم تستطع اخفاء ابتسامتها .. عادت أمينة حاملة طبق مريم ووضعته أمامها مبتسمه وهى تقول
نورتى البيت والله .. كان مضلم من غيرك
ابتسمت مريم لمجاملة المرأة قائله
شكرا يا دادة أمينة بس البيت دايما منور بصحابه
هتفت أمينة قائله
مش بجاملك .. والله كان مضلم فعلا
ثم نظرت الى مراد قائله
وسى مراد مكنش على بعضه من ساعة ما سيبتى البيت ..
وحتى مكنش بياكل ولا بيشرب ولا بيعمل أى حاجة غير انه قاعد فى أوضته او فى الجنينة
نظرت مريم الى مراد الذى بدا عليه التوتر انشغل بالطعام أمامه فأكملت أمينة
كان مبوز ومكشر على طول كان ميتله حد .. ومشفتش الابتسامة على وشه الا لما انتى نورتينا امبارح
الټفت مراد لأمينه قائلا بحرج
مش هناكل ولا ايه يا دادة
قالت أمينة وهى تغادر
معلش الكلام خدنى .. يلا بالهنا والشفا
أمسكت مريم ملعقتها وهى تفكر فى كلام أمينة .. ترى أحزن حقا لفراقها ! .. أم أن أمينة تهول الأمر ! .. قال مراد بخفوت دون أن ينظر اليها
كلى
بدأت فى تناول طعامها وهى مستغرقة فى التفكير .. فنظر اليها مراد قائلا
كنتى عايزة تكلميني فى ايه
تذكرت مريم أمر سهى فقالت
سهى كلمتنى النهاردة وقالتلى انها محتاجة تتكلم معايا ضرورى
بدا على مراد الإمتعاض .. فقالت بحماس
أنا عارفه انها اتصرفت غلط .. بس أنا حسه انها محتجانى جمبها .. سهى مفيش فى حياتها صحبة كويسة تقدر تاخد بإيدها .. والديب مبيقدرش الا على الغنمة الشاردة عن القطيع
نظر مراد اليها وبدا وكأنه اقتنع بكلامها وقال بحزم
طيب مفيش مشكلة .. بس هى اللى تجيلك هنا .. انتى ما تروحيلهاش
ابتسمت مريم قائله
خلاص تماما هقولها كدة .. متشكرة أوى
نظر اليها مراد للحظات وقال فجأة بحنان
انتى طيبة أوى على فكرة
شعرت مريم بالإحمرار يغزو وجنتيها وابتسمت وهى تنظر الى طبقها قائله
عادى يعني
قال مراد وهو مازال ينظر اليها بحنان وابتسامه صغيره على شفتيه
لا مش عادى .. اللى بتعمليه مش عادى
قالن بتوتر دون أن تنظر اليه
أنا مبعملش حاجة
قال مراد بهدوء وهو ينظر اليها بإعجاب شديد
لا بتعملى .. بتهتمى بكل اللى حواليكي .. وبتنغمسى فى مشاكلهم أكنها مشكلتك انتى .. وبتحبى الخير لكل الناس .. خاصة الناس اللى بتحبيهم .. ولما بتحبي بتخلصى أوى .. لدرجة صعب ان الواحد يلاقي زيها فى الزمن ده .. ولما بتخصلى بتدى كل حاجة .. قلبك وعقلك ومشاعرك وكيانك كله .. وفى نفس الوقت انتى حطه لنفسك خطوط حمرا كتير فى حياتك .. رغم انك عايشة لوحدك ومفيش حد يحاسبك ومفيش حد يقولك الصح من الغلط .. أو يلومك لو عملتى الغلط .. لكن انتى بفطرتك السليمة بتعرفى تميزى بين الصح والغلط .. وبتراعى ربنا فى كل حاجة بتعمليها .. ورغم انك وحيدة ومفيش حد معاكى .. بس دايما بتكونى قوية وواثقة من نفسك .. وبتعرفى تتحملى المسؤلية وانسانه يعتمد عليها .. وناجحة فى شغلك .. وفى نفس الوقت عارفه حدودك .. وعارفه انك بنت مش راجل .. يعني رغم نجاحك وثقتك فى نفسك وقوة شخصيتك واعتمادك على نفسك الا انك أنثى بجد .. بتقدرى تحسسى الى أدامك برجولته وبقوامته عليكي
كانت وجنتيها تشتعلان خجلا وتنظر الى طبقها وتلعب بعصبيه بالملعقة وهى لا تستطيع النظر اليه .. أمرها عقلها بأن تستأذن وتنصرف .. لكن قلبها أمرها بالبقاء ..فإمتثلت لأوامر هذا الأخير .. مرت لحظات صامته بيهما .. لا تستطيع أن
ترفع نظرها اليه .. لحظات لم يقطعها الا صوته الحزين وهو يسألها
لسه بتحبيه
خفق قلبها وهى تعرف معنى سؤاله .. شعرت بالحيرة .. بماذا تجيبه .. حثها قائلا
مريم بصيلي
لم تفعل .. لم تستطع .. قال مراد بهدوء
كان محظوظ أوى على فكرة .. انه لقى واحدة زيك وحبته وأخلصت له حتى بعد ما ماټ
ثم تمتم بحزن
الله يرحمه
رفعت مريم رأسها ونظرت اليه ترقب تعبيرات الحزن على وجهه .. نظر اليها بحزن وسألها پألم
اوصفيهولى يا مريم .. شخصيته أخلاقه طباعه .. كلميني عنه .. هو أخويا بس معرفش عنه أى حاجة .. ومش فاكر عنه غير لقطات بسيطة فى دماغى واحنا صغيرين
شعرت مريم بالألم وهى تسمع نبرات صوته المتألمه .. شعرت بالحزن لأجله لحرمانه من أخوه دون سبب واضح .. فقالت بهدوء
كان انسانه محترم .. ويعرف ربنا .. كان طيب .. وهادى .. وكان كل الناس بتحبه
كان يتأملها وهى تتحدث عنه .. بدت شارده وهى تقول
كان الأطفال قبل الكبار بيحبوه .. كان طيب مع كل الناس .. وقف جمبي كتير أوى .. وهى دى طبيعته .. كان بيحب يساعد الناس ويقف جمبهم
صمتت .. راقب مراد تعبيرات الحزن على وجهها مټألما من أجلها فقال بصوت متهدج
كان نفسي أقابله أوى
نظرت اليه مريم بأعين دامعه وهى تقول مبتسمه بضعف
كنت هتحبه
قال مراد وقد بدت الدموع فى عيناه
أكيد كنت هحبه
ظل ينظران الى بعضهما البعض وعيناهما تغشاها العبرات .. شعرت وكأنها تتقاسم معه آلامها .. وشعر وكأنه يتقاسم معها آلامه .. امتدت يده من فوق الطاولة تتلمس طريقها الى كفها ليحت ضنه فى حنان .. لم تبتعد عيناهما عن بعضهما البعض لحظه .. شعرت مريم بالدهشة بداخلها .. نعم هى تنظر الى ملامح تشبه ملامح ماجد الى حد كبير .. لكنها لا ترى ماجد فى
تلك الملامح .. وكأن ماجد كان بملامح أخرى وشكل آخر .. وكأنهما لا يشبهان بعضهما البعض على الرغم من وجود هذا الشبه بالفعل .. شعرت بأنها .. تنظر الى رجل آخر تماما .. ولدهشتها .. فهى تشعر بشعور عميق تجاه هذا الرجل .. الذى شعرت أنه لا يشبه أى رجل آخر قابلته فى حياتها .. تركته يحت ضن كفها فى استسلام وعبناه مركزتان عليها .. لكنها لمحت فى عينيه نظرة خوف و تردد و ألم .. ثم .. أبعد يده عن كفها وأبعد عينيها عن عينيها .. شعرت مريم بالحرج .. وبالضيق من تغيره المفاجئ .. ودون كلمه .. نهضت لتغادر الغرفة.
قالت نرمين فى دهشة
أحمد ابن خالتى
أومأ مراد برأسه ثم أكمل قائلا
بصراحة يا نرمين أنا شايف انه انسان مناسب وكمان عارفينه كويس وعارفين أخلاقه .. يعني بصراحة أنا شايف انه الشخص المناسب ليكي
صمتت نرمين فأكمل مراد
بس طبعا دى حياتك انتى .. انا ليا انى أنصحك واقولك رأيي بس مش ممكن أفرضه عليكي لو كنتى انتى رفضاه أو مش حسه نحيته بقبول .. لان الجواز أهم
متابعة القراءة