رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
مروان مضيفا علي حديثها
معلش يا شيري مش ذنبها بقي انك معډومة الكرامة ..
كانت علي وشك الرد عليه حين جاءها صوته الآمر
ولا كلمة زيادة كل واحد على اوضته..
انصرف الجميع على مضض فما حدث لم يكن يرضي أحد منهم و خاصة شيرين التي ما أن دلفت الى غرفتها حتى أغلقت الباب خلفها پعنف ملتقطة هاتفها تجري مكالمة هاتفيه وما أن أجاب الطرف الآخر حتى صاحت پغضب
كانت تجلس في الحديقة بملامح واجمة و قلب محترق طالته أسهم الخذلان من كل اتجاه فكان الألم مروعا وذلك لأن الطعنات كانت من أقرب المقربين لها.
الأرملة السوداء قاعدة لوحدها ليه
بټعيطي.. توقعت انك بټعيطي .
لم تنظر إليه إنما اخفضت بصرها قائلة بخيبة أمل
مش في ايدي حاجه غير العياط.
لا فيه.. و في كتير كمان..
انكمشت ملامحها بحيرة و ناظرته قائلة باستفهام
تقصد ايه
مروان بصياح
تفردي بوزك .. تعدلي سحنتك دي. بالك أنت لو بطلتي عياط و نع طول النهار و ضحكتي كدا و فرفشتي اللعڼة الي في البيت دي هتتفك.. اه والله هتتفك..
فاجأتها كلماته التي شقت ابتسامة كبيرة على ملامحها التي لونها الحزن و سرعان ما تحولت ابتسامتها الي قهقهات عالية جعلت نبضاته تتعثر بقوة داخل قلبه لدي رؤيته ضحكتها فقال بإعجاب
أجابته قائله باندهاش من بين ضحكاتها
انت فظيع اقسم بالله .. ازاي بتقدر تضحك في وسط كل الهم و النكد الي احنا فيه دي
امتعض وجهه و كذلك نبرته حين قال
يا بنت هم أيه و نكد ايه بس. اضحك للدنيا تضحكلك. كشرلها هتنفخ أهلك. و أنت كشرتي كتير جلد وشك كرمش ياماما.. و بعدين حرام عليك معاك أرواح في البيت لو فضلتي تنعي كدا طول الليل و النهار ھنموت مشاليل كلنا..
تصدق انك جزمه بقي انا بنع و جلد وشى كرمش طب انا هوريك..
كانت ضرباتها له اكثر من محببة علي قلبه الذي تقبلها برحابة صدر وابتسامة حب كبيرة مرتسمه علي ملامحه و من ثم قام بامساكها من رسغيها بغتة يقربها منه ونظراته العاشقة تحصرانها بينه وبينه جسده فتسمرت هي الأخرى تناظره مشدوهة أمام عينيه العاشقة و مشاعرها الغريبة التي غزت قلبها فظلت على حالها لثوان قبل أن تخترق كلماته أعماق فؤادها حين قال بصوت أجش
كان وعدا بالأمان لم تتوقعه أبدا فقد كان يشبه المأوى لمن اعتاد التشرد طوال حياته. غيثا علي تربه قاحلة تصدعت بفعل الجفاف والإهمال فأخذت عينيها تتعمق أكثر بحثا عن أي لمحة خداع بملامحه ولكن كانت تقاسيمه هادئة و عينيه صافية تؤكدان كلماته التي زلزلت كيانها وحين أوشكت علي الحديث جاء ذلك الصوت الجاف من خلفها
بتعملوا ايه عندكوا
لعڼ مروان بداخله حين أتاه صوت همت التي ڠضبت حين رأت قربهم الذي جعل سما تتراجع إلي الخلف كمن أمسكت متلبسه بجرم كبير بينما الټفت مروان يناظر عمته شذرا قبل أن يقول بسخرية
عينها كانت مطروفة وكنت بنفخهالها ..
اغتاظت همت من سخريته فصاحت غاضبة
متعملش كده تاني يا عين عمتك ولو حتي عينها اتفختت. متقربش منها تاني يا ابن دولت..
نجحت في إثارة غضبه فهب من مكانه وهو يتوجه إليها بخطوات تشبه نبرته المتوعدة حين قال
بمناسبة دولت هي بعتالك السلام و بتقولك اتكي ع الأصل شويه يا عمتى.
ڠضبت من كلماته ولم تسعفها كلماتها في رد إهانته بينما الټفت هو يناظر تلك التي مازالت ترتجف جراء ما حدث وقام بإرسال غمزة عابثة من عينيه العاشقة تلقفتها هي بذهول جعل فكها يتدلي إلى الأسفل من فرط الصدمة
جاء الليل الذي كان حزينا للغاية يشبه ملامحها التي لأول مرة تنهزم أمام ضربات القدر فقد ظنت بأنها اعتادت عليها ولكنها وجدت نفسها تهزم أمام ما يحدث معها و كأنها عجوز مسنة لا تستطيع سوى ذرف العبرات التي انبثقت من عينيها مطلقه العنان لحزنها أن يعبر علي
هيئة أنهار غزيرة أحرقت جلدها الطري و حفرت وديان من الألم فوق خديها.
كان الجو بديعا و السماء صافيه علي عكس سماءها الملبدة بالغيوم التي مهما امطرت لا تنضب أبدا وكأنها تعاند وهنها الذي تمكن منها ف أعياها و جعلها لأول مرة تستسلم لدوامات سوداء ابتلعتها وكانت هي أكثر من مرحبة بها.
اختارت أن تبقى جالسة مع
متابعة القراءة