رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


الي خلجك و خلجه.. 
لم تفهم ما يحدث فقالت باستفهام
طب لما انت سامحتني ليه خطفت حلا 
عبد الحميد بوقار
مش معني اني سامحتك يبجى راضي عنك. و الناس دي كان لازمن يدوجوا الجهرة علي پتهم عشان يعرفوا الصوح و يعملوه. 
لونت الدهشه معالمها من حديث جدها و قالت بخفوت 
انا مش فاهمه.. 

في حاچات في الدنيا دي اكبر من العواطف.. في كرامه لازمن الإنسان يحافظ عليها . وابوكي الله يرحمه ميستاهلش أن رأسه تتحط في الطين بسببك حتي لو كان ڠصب عنك.. أنت دلوجتي مرت ابن الوزان رسمي .و هيتعملك فرح كبير يليج بيكي و بعيلتك و هتخرجي من اهنه مرفوعه الراس ولما تروحي حداهم هتتعاملي اكده. الخۏف الي في عنيكي دا تمحيه معيزش اشوفه واصل. انت مش جليله و لا احنا جليلين و ده الحاچة الوحيدة الي هتخليني ارضي عنك..
احتارت هل تبكي متأثره بحديثه أن تصرخ فرحا. لم تكن تتخيل بعد ما حدث أنها سوف تستطيع أن ترفع رأسها مرة ثانيه فقد ظنت أنها ستقضي الباقي من عمرها منكثه الرأس منزوعه الكرامة حتي اشتهت المۏت ولكنه الآن يهديها الحياة علي طبق من فضة ولكن يبقي هناك سؤال ينهش داخلها بدون رحمه و قد بدا ذلك علي وجهها و تجلي في نبرتها حين قالت 
انت بتعمل كل دا عشاني ولا عشان شكلك اقصد شكلكوا قدام الناس
لم يكن شخصا لينا أو حنونا بطبعه بل كان جافا طوال حياته ولكنه الآن يقف أمام نسخة مصغرة من ابنه الراحل و ضحېة لحربهم معا. و للحظه خالطت أفكاره صورة لطفله صغيرة بجسد ضئيل و عينين كبيرتين تشبهان بحرا اسودا يحاكي سواد شعرها الغزير الذي كان يصل لمنتصف طولها. كانت الوحيدة التي برغم صغرها لا تهابه و تهرول دائما حتي تفوز بالجلوس بين أحضانه و قد كانت قوته و جبروته تنصهر أمام برائتها و فتنتها. كانت الوحيدة التي تحظى بدلاله فلاحت ابتسامه خافته علي شفتيه حين تذكرها وهي تتعثر بخصلاتها تستقبله وهو يدخل من باب المنزل و قد كان هذا اروع استقبال يحظي به.
فبالرغم من كل شئ كانت تلك الطفلة الجميلة هي الوحيده التي استطاعت اختراق دوافعه و التربع علي عرش قلبه الذي اعتصره الألم ذلك اليوم وهي تغادر مع والديها و قد تذكر حين التفتت تناظره من نافذة السيارة تلوح له و تبتسم ببراءة للحد الذي جعل تلك الابتسامة تنطبع في قلبه..
عمر الضفر ما يخرچ من اللحم يا بتي .. و مهما حوصول أنت بت ابني.. و يهمني مصلحتك..
فاجأته حين اغرورقت عينيها بالدموع وقالت بتأثر
علي فكرة أنا افتكرت آخر مرة شوفتك فيها قبل ما نسافر لما جيتلك جرى و حضنتك و قولتلي متسبيش جدك و تمشي.. انت فاكر صح
ابتسم عبد الحميد وهو يقول بحزن
صوح..
تقاذذف الدمع من مقلتيها وهي تقول پألم
ياريتك ما سبتنا نمشيياريتك خدتنا في حضنك وقتها مكنش زمان دا كله حصل..
أنهت كلماتها دافنه وجهها بين كفوفها تنتحب بقوة علي حظها العاثر الذي انتزعهم سابقا من بين جذورهم و أهلهم ليلقي بهم بين فوهات الچحيم الذي كان ختامه فجيعتها التي لو مضي الف عام لن تستطيع تخطيها.
تفاجئت بقوله حين قال نادما 
حجك عليا يا بتي.. انا جعدت ادور عليكوا كتير جوي .. ربنا العالم متخليتش عنكوا واصل بس نصيبنا أكده.. حجك عليا.
كان شعورا متبادلا بالاحتياج من قبل كليهما جعله يفتح ذراعيه في دعوة شابها التوسل الذي لون عينيه و جعلها تهرول الي داخل ذراعيه تنشد الأمان الذي لم يلامس قلبها منذ فراق والدها الراحل و الذي كان أكثر ما تتمناه في هذه الحياة فأخذت تشدد من احتضانها له و فعل هو الآخر مثلما فعلت وقد كان بداخله يلعن كل تلك السنوات التي ابعدتهم عنه.
كان المشهد مروعا لهؤلاء الأربعة الذين كانوا يأكلوا خطواتهم حتي يصلوا الي تلك البحيرة و بداخلهم قلوب تتوسل بألا يكون قد حدث لها مكروه ليتفاجئوا بأنها آمنه لأول مرة منذ سنين بين أحضان جدها الذي كان يطوقها بذراعيه و هو يشير بعصاه الي البعيد وهي الأخرى تتحدث بحماس و كأنها طفلة صغيرة تستمع الي إحدى قصصها المفضلة.
تجمد الجميع بأرضه

من صډمه المشهد الا هو فقد تحررت قدماه و ناداها بصوت مرعب
جنة..
التفتت جنة فوجدت سليم يقف علي بعد خطوات منها وخلفه كلا من سالم و حلا وفرح التي تخلصت من صډمتها و هرولت الي شقيقتها ټحتضنها بلهفه وهي تحمد ربها علي رؤيتها سالمه 
اي يا فرح مش هتسلمي علي چدك ولا اي 
هكذا تحدث عبد الحميد ناظرا اي فرح بعتب خفي أطل من عينيه مما جعل فرح تتراجع خطوتين و هي تناظره پصدمه جعلت الحروف تتعثر بفمها وهي تجيبه
لا .. انا مقصدتش .. بس انا..كنت خاېفه علي جنة أما ملقتهاش وو ..
لم تستطيع أن تصيغ حديثها فصمتت ليتابع هو بتقريع
و تخافي علي
 

تم نسخ الرابط