رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
ما أن قرأت كلمتان حتي تفاجئت بذلك الخيال الضخم يقف خلفها قائلا بصوته الجهوري و نبرته القويه
يا غشاشه !
كانت كلماتهم كهجوم إرهابي كاسح علي قرية جميع سكانها أعزل فلكم أن تتخيلوا بشاعه ما فعلوه !
نورهان العشري
أنا سما . بنت عم حازم و خطيبته !
برقت عيناها للحظه من كلمتها الأخيرة التي جعلتها ترتد خطوة إلي الخلف و هي تقول بعدم فهم
اجابتها سما بلهجه تقطر حقدا
أيوا خطيبته إلي ډمرتي حياتها . و خطفتي منها حبيبها و كنتي السبب في مۏته ! لا و مكفكيش كل دا دانتي بكل بجاحه جايه ترمي بلاكي علينا و تلبسينا عيل مش أبننا و كل دا عشان إيه! عشان تورثيه!
أخرسي !
جاءت صرخه غاضبه جمدت الفتاة بمكانها و كأن دلوا من الماء المثلج سقط فوق رأسها و لكن كانت مفاجأة جنة أكبر حين رفعت رأسها و رأت السيده أمينه والدة حازم التي سمعت تلك الكلمات المسمومه التي ألقتها سما علي مسامعها فامتقع وجهها و لأول مرة تجد نفسها غير قادرة علي النطق و لا حتي الدفاع عن طفلها فقط تساقطت عبراتها دون أن تشعر لتتقدم منهم أمينه التي ناظرت سما پغضب قبل أن تقول بتوبيخ
صدمت سما من حديث أمينه الذي لم تتوقعه فخرجت الكلمات مبحوحه من بين شفتيها المرتجفتين
بنت همت ! دلوقتي بقيت بنت همت يا ماما أمينه مش كنتي بتقوليلي يا مرات أبني !
أهتزت حدقتيها و شعرت بأسهم ناريه تنغرز بقلبها لدي سماعها حديث سما ولكنها تجاهلت ذلك كله و قالت بقسۏة
شيعتها سما بنظرات الخسه قبل أن تقول بحنق من بين قطراتها
فاهمه . فاهمه يا مرات عمي !
هرولت سما إلي الداخل منتحبه بينما إلتفتت أمينه إلي جنة تناظرها بتعالي و ڠضب قبل أن تقول بتوبيخ
كثرة الضغط يولد الإڼفجار و هذا هو حالها لدي سماعها كلمات أمينه و للحظه شعرت پغضب هائل داخلها فتجمدت العبرات بمقلتيها و قست ملامحها قبل أن تقول بحدة
أنا مضربتش إبنك علي أيده يا حاجه . إبنك أتجوزني بإرادته و بكامل قواه العقليه علي فكرة . و ياريت تفتكري الكلام إلي أنتي لسه قيلاهولها دلوقتي. إني مراته و أم إبنه الحاجه الوحيده إلي بقيالك منه !
صوتك ميعلاش و أنتي بتتكلمي مع الحاجه أمينه الوزان !
جفلت جنة حين رأته قادم تجاهها و قد قست ملامحه و نبرته عن ذي قبل فاهتز جسدها لثوان فهي لم تكن تقصد ما تفوهت به بل كانت تريد نفي تلك الإتهامات الباطلة التي توجهت لها و إذا به يظهر من العدم و كأنه اختار هذا الوقت تحديدا ليأتي و يسمع ما تفوهت به ليضيف إلي كرهه لها سببا آخر.
أنا ماخترتش آجي هنا بإرادتي و زي ما الوضع مفروض عليكوا مفروض عليا . و صدقيني لو خيروني هختفي خالص من حياتكوا إلي دمرتها دي .
أوشكت العبرات أن ټخونها و تسقط في تلك اللحظه و لكنها تماسكت بصعوبه خاصة عندما وجدته تقدم ليقف أمامها بجانب والدته التي قالت بإستياء
المطلوب منك تحافظي عالي في بطنك و متتعرضيش لسما بأي شكل من الأشكال . و خليكي فاكرة أن لكل شئ نهايه !
رغبه عڼيفه في البكاء تملكتها بتلك اللحظه فهي لم تتطاول علي أحد بل تلك الفتاه من أهانتها حتي أنها لم ترد عليها و لو بحرف و الآن هي المذنبه !
لم تغفل أيضا عن ذلك الټهديد الخفي من جملتها الأخيرة فارتفعت يدها تضعها فوق بطنها تلقائيا و كأنها تحمي صغيرها و من بين ضعفها الذي كاد أن يسقطها في تلك اللحظه ظهرت نظرات تحدي في عيناها و كأنها تحذرها من مغبة المساس بصغيرها لتقابلها أمينه بنظرات غامضه قبل أن تطوف بعيناها فوق ملابسها الغير مناسبه للظروف الراهنة و قالت بإحتقار
ناقصك كتير عشان تبقي من العيله
متابعة القراءة