رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
و هرولت إلي حيث يقع الملحق الذي تقطن به هي و شقيقتها و قد كانت شهقاتها تشق سكون الليل المحيط بهم و قد كان يراقب إنهيارها و رحيلها بقلب مټألم فهو بحياته لم يكن شخصا ظالما برغم غضبه إلا أنه كان مسالما حنونا ذو قيم و مبادئ و لكن الإنتقام شوه الرؤيه لديه و جعله كالأعمي لا يري أمامه إلا من شعور بعدم الراحه وصل إلي حد الألم احيانا الذي يؤرقه ليلا حين يتذكر حديثه معها و طريقته الفظه و المحتقرة !
الفصل السابع
أن تعشق إمرأة مثلي إنه أمر شاق للغايه
لم أكن أنثى إستثنائيه يوما بل أنا الاسوء من بين جميع النساء و عليك أن تدرك هذا أولا لأن الطريق إلي قلبي لن يكون سهلا أبدا
فعليك تتقبل جميع صفاتي السيئة و تراها ميزات ! أن تتقبل جميع تصرفاتي المتقلبة دون أن تسأل عن الأسباب ! أن تتعامل مع ردودي الغير متوقعه علي أنها أمور طبيعيه ! أن تراني جميله بجميع حالاتي و تري مزاجيتي أجمل أنواع الدلال ! أن تراني دائما مميزة ببساطتي بعفويتي بحماقتي ! ألا أكون مجبرة دائما علي إدهاشك ! أريد عشقا خالصا يرمم شقوق قلبي و يصلح ندبات روحي أريد أمانا ينتزع الخۏف العالق بثنايا فؤادي و إعلم حينها أنك ستحظي بعشق سرمدي يفوق حدود الأبديه ..
كان الأمر في المشفي علي صفيح ساخن بينما الصمت يسيطر علي الجميع للحد الذي يجعل هسيس أنفاسهم مسموع بوضوح . بينما القلوب تحترق بهدوء قاټل و الألسنه عاجزة عن الحديث فأي كلام يمكن أن يقال يخفف من وطأة هذه الصدمه الكبيرة حين أخبرهم الطبيب أنهم علي وشك خسارة الطفل !
لازم نوديها المستشفي حالا دي حالة إجهاض
لا يعلم كيف حملها بكل هذا الرفق الذي لم يكن يظن بإنه يمتلكه و أي قوة خفيه سكبت كل هذا الحنان بين كفوفه الممسكة بها بينما ملامحه كانت قاسيه و عابسه و كأنه يرفض تلك الكلمات المقيتة التي ألقيت علي مسامعه للتو.
قبضه قويه إعتصرت قلبه و هو يضعها فوق الحامل أمام المشفى بينما كل خليه به تصرخ غاضبه علي تركها و متألمه علي حالها و شحوب ملامحها التي كانت تضج بالحياة حين كانت تتحدث مع الفرس فقد كان يستمع إلي حديثها بقلب ممزق و عقل مشتت فكل الإتهامات تشير إلي أنها مذنبه حتي حديثها و نبرة الندم التي تغلفه تؤكد علي ذنبها الكبير الذي لم تستطيع غفرانه لذاتها بينما عيناها الشئ الوحيد الذي ينطق ببرائتها . و يكاد قلبه يصدقها بينما عقله ينهره بشده و يحذره من مغبة الوقوع بسحرها الآثر فيتضاعف الذنب بقلبه و هذا ما لن يستطيع إحتماله أبدا !
فرح حين رأت شقيقتها تتوسط الأرضيه الصلبه غارقه بدمائها مھددة بفقدان جنينها فلم تتمالك نفسها إذ خرجت صرخه متألمه من جوفها بينما جسدها أخذ يهتز بقوة و هي ټحتضنها بالسيارة في طريقهم إلي المشفي و دموعها المتساقطة لا تتوقف أبدا بل أخذت تزداد كلما مرت دقيقه تلو الأخرى دون أن يطمئنهم أحد .
تود لو تكسر تلك الأبواب الزجاجيه و تخترق تلك الغرفه لټحتضنها و تخبرها بأنه لا طاقه لها بالفراق أبدا .
تود أن تصل نبرتها المتألمه إلي أعماق قلبها حتي يتمسك بالحياة و ألا يفقد الأمل مطلقا. تريد قطع
متابعة القراءة