رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

موقع أيام نيوز

ليقول تقصدي ايه بالمرة الأخيرة 
فيجدها تبتعد عنه وتستقيم في وقفتهاوتنظر له بعيون مټألمة تنحبس بهما الدموع فيغفل من حركتك يدها التي امتدت تحمل ماكينة الحلاقة القابعة بجواره علي المنضدة ليعقد حاجبه ويحاول التحرك من فراشه متساءلا عما تنوي لتشق ايتسامه حزينة وجهها مع تحرر دموعها من عينيها ليراها تنصرف بصمت متجهه الي باب دورة المياة الخاص بالحجرة وتدخله لتودعه نظرة لم يستطع تفسيرها قبل ان تغلق بابه في وجهه ويسمع صوت قفل الأمان من الداخل لحظة اثنان
لم يستوعب مقصدها ليعتصر قلبه مصدرا ألما شديدا بصدره لما استنتجه لينتفض من فراشه محاولا التحرك بصعوبة لقد تيبس جسده من كثرة التسطح فوق فراشه لينزع المحلول المغذي بقسۏة صارخا باسمها غزل !!! لا لا اياكي تعمليها 
ويقترب من الباب التي تختفي خلفه يضرب بقوة لعلها تتراجع عن فعلتها افتحي ارجوكي ماتعمليش كدة اخرجي كلميني
لتجحظ
عينه وتتسارع انفاسه عند سماعه لصوت الماكينة الذي يدل على عملها فيضرب الباب بكفه عدة ضربات ضعيفة متوسلا اليها ان تتوقف ارجوكي ارجوكي ماتعمليش كدة ماتزوديش عذابي اطلعي وأنا أنا هعمل اللي تطلبيه مني بس اللي انتي بتعمليه ده لا 
يبدو انها كانت قد اتخذت قرارها من قبل وعزمت عليه ليقف مستندا بكفيه علي الباب منحني الرأس تتسارع انفاسه بقوة ليسود الصمت بعد لحظات الا من انفاسه الخشنة يتراجع بترقب عند سماع صوت فتح الباب بأعصاب مهتزة وعيون غائرة مثبتة علي الباب لتظهر من خلفه ببطء بهيئة مختلفة عن هيئتها عند دخولها منذ لحظات لقد اختفت الهالة البنية الناعمة ذات الخصلات الطويلة لتحل محلها رأسا حليقة الشعر 
كصبي في عمر المراهقة لتنفرج شفتاه بذهول وتدمع أعينه الصقرية من تهورها ليتحول بكاؤه الصامت لتشنجات فينتفض جسده الرجولي بقوة من شدة البكاء ويعلوا نحيبه كطفل ضائع تائه يهمس بين شهقاتهليه !!!! ليييييه! عملتي كده مكانش لازم تعملي كده شعر بضعف قوته واهتزاز ساقيه التى ترفض تحمل جسده فيترنح في وقفته بقوة وكاد ان يسقط الا ان بقوة عجيبة منعته من السقوط في محاولة منها لإسناده حتى فراشه لتخطو خطوات بطيئة معه حتى ساعدته في الاستلقاء مرة اخر وتغطيته وعند د لطلب طبيبه الخاص كالطفل مانعا ابتعادها 
راحة فين ! 
على بنعومة هطلب الدكتور عشان يركبلك المحلول ويطمن عليك
تسقط دموعه من عينيه بضعف متسائلاعملتي كده ليه ليه ټأذي حالك! 
تهمس بكلماتها ببطء كأنها تعلم طفلا حروفهاأنا قولتلك ان شعري ده بحبه قوي وممكن يجرالي حاجة لو فقدته !! لكن ماقولتلكش ان انت أغلى عندي منه واني مستعدة اضحي بيه عشانك انت وزي ماانت هتحلق شعرك أنا كمان حلقته وهنافس بعض مين شعره هيطول الأول 
يهز رأسه بالرفض عامر اكيد هيزعل من اللي عملتيه ده
تزم شفاها پغضب طفوليهو شكلي وحش للدرجة دي 
يضحك بين دموعهانا متخيل صډمته لما تقلعي حجابك ويكتشف تهورك ههههه اكيد هيجراله حاجة هههههه
حضرتك بتتريق طيب اوعى بقى
انتي احلى واحدة شافتها عيني في الكون سواء بشعر أو من غير 
وقف مختفيا عن الأنظار يبحث عمن يقرضه يشعر بالكبت الشديد والضغط النفسي لقد منع عليه تناولها منذ عدة اشهر ليزفر بملل كيف له ان يطلب منها مثل هذا الطلب ! مالذي أتى به اليوم يطلب منها ان تكون لغيره أهكذا يسدد ديونه لها لتسامحه مرة أخرى ليري شاب بزي مخصص يحمل صنية فضية متجها الي داخل القاعة ليوقفه لو سمحت معاك ة! 
الشاب بتهذيبلا يافندم ممنوع الټدخين هنا عن إذنك 
فيزفر بضيق ويرفع يده ېلمس رأسه فيشعر ببصيلات شعره التى بدأت في الظهور مرة أخرى فيبتسم بشرود على هذا اليوم الذى أقبلت فيه بحلق شعرها والتخلي عنه من اجله من اجله هو لتشجعه هو الآخر على إزالة شعره المتبقي برأسه لم يشعر اثناء تذكره ببداية ظهور الدموع الحبيسة بعينيه دائما هي معطاءة لغيرها مضحية لا تطلب الكثير أما هو فحدث ولا
حرج على النقيض شتان بينهما ها هو يخطو بيده خطوط نهاية علاقتهما بإرادته يصدح صوت رنين هاتفه ليخرجه من جيبه بملل نعم
يامن بضيق انت فين يابني ادم !! أنا مش بعتلك شادي يبلغك تطلع لغرفة غزل عشان تنزل بيها لعامر لان محمد هينزل تقى ليا ! 
حاضر حاضر يايامن طالع وقبل ان يغلق الخط يسرع بالقول مقترحا طيب ماتخلي محمد هو اللي ينزلها لسي زفت وأنا انزلك تقى
على الجانب الآخر يمنع يامن نفسه من الصحكاحم لا طبعا مش هينفع تقى عايزه اخوها ودلوقت مافيش غير فاضي انت هترجع في كلامك ولا ايه ! 
ولا راجع ولا حاجة اهم حاجة عندي انها تكون مبسوطة وسعيدة في
حياتها حتى لو مش معايا يكمل بحزن أنا طالع لها 
يأخذ شهيقا لعله يهدي من تسارع دقات قلبه وألمه ويتجه جهة المصعد ليصعد اليها 
وقف مبهورا بصورتها الساحرة من بداية حجابها لفستاتها الواسع لتزداد بريقا ولمعانا كأنها بطلة من ابطال الروايات
تم نسخ الرابط